كثيراً ما يخبئ الناس مشاعرهم وراء سور من الكلمات . فمنهم من يلجأ إلى اعتماد أسلوب التورية في الكلام حيث لا تتوافق الكلمات و المشاعر . و يقول واحدٌ من المختصين بالتواصل و التفلهم ، يعمل مستشاراً في هذا المجال و يعقد حلقات دراسية فيه ، إن كثيرين يخشون أن يكلفهم الصدق في الكلام صداقات أو احتراماً أو حباً ، و لذلك يُبقون شفاههم مطبقة أو يقولون شيئاً آخر يختلف عما يعنونه .
و من العوامل الأخرى التي قد تعيق الصراحة و الصدق في الكلام : الخجل و قلة الثقة ، والخوف من الظهور بمظهر الجاهل ، و محاولة تجنب الانتقاد ، والرغبة في عدم إيذاء مشاعر أحد من الناس .
و المؤمنون بالمسيح غير معفيين من هذه المشكلة . فمن الصعب أحياناً أن يحاول المرء الجمع بين إظهار المودة و اللطف و اعتماد الصدق و الصراحة . غير أن الكتاب المقدس يُرينا كيف نتصرف بشأن هذا المازق . فرسالة يعقوب تعلمنا أننا في حاجة إلى الحكمة " التي من فوق " ، من عند الله . والرب يمكننا بالروح القدس من أن نتكلم كلاماً صادقاً وفعالاً معاً . والحكمة التي من عنده " هي أولاً طاهرة ، ثم مسالمة ، مترفقة ، مُذعنة ، مملوءة رحمةً و أثماراً صالحة ، عديمة الريب والرياء " ( يعقوب 3 : 17 ) .
فلندع هذه الصفات التي تحددها كلمة الله تتحكم بكلامنا . و عندئذ لا نضطر إلى الاختباء خلف سور من الكلمات .
تقضي الحكمة بأن تعرف متى تُعبر عن رأيك و متى تَعبر عن ذلك .